الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

الحكمة من أن النبي r يأمرنا بالصبر على ظلم الحكام؟

/ الحكمة من أن النبي r يأمرنا بالصبر على ظلم الحكام؟ /

    شرع الله طاعة الأئمة ولو كانوا ظلمة لمراعاة الضروريات الخمس وهم: حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وقد قالوا: إنها مراعاة في كل ملة.
    فقد قال الإمام الألباني: هناك حكمة تُروى عن عيسى u ولا يهمنا صحتها بقدر ما يهمنا صحة معناها - أنه وعظ الحواريين يوماً وأخبرهم بأن هناك نبياً يكون خاتم الأنبياء، وأنه سيكون بين يديه أنبياء كذبة. فقالوا له: فكيف نميّز الصادق من الكاذب؟ فأجاب بالحكمة المشار إليها، وهي قوله: "من ثمارهم تعرفونهم". فهذه الثورات والاعتصامات التي حدثت في هذه الأيام  وفي ما مضى من الأزمان نحن نعرف أن نحكم عليها من الثمرة، فهل الثمرة كانت مُرّة أم حلوة؟ لا شك، أن التاريخ الإسلامي الذي حدثنا بهذا الخروج وذاك، ينبأ بأنه كان شراً، وسفكت دماء المسلمين وذهبت هدراً بدون فائدة.

    وإنما شرع الله طاعة الأئمة لما يترتب على ذلك من المصالح والفوائد العامة والخاصة للأمة من اجتماع الكلمة وتوحيد الصف وأمن الطريق وإقامة الشرع وإظهار الشعائر والقيام بمصالح الخلق وغير ذلك. قال الحسن البصري: (هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم، وإن جاروا وظلموا.
والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وأن فرقتهم لكفر).] جامع العلوم والحكم [.
    وقال الحافظ ابن رجب: ) وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم، كما قال على بن أبي طالب ط: إن الناس لا يصلحهم إلا إمام، برُّ أو فاجر؛ إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه وحمل الفاجر فيها إلى أجله (..

^^^^^

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More