الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

مــن هـــم البــــغاة


/ مــن هـــم البــــغاة /

    على الصحيح من أقوال أهل العلم: هم قوم خرجوا على الإمام المُمكن ولو كان غير عدل بتأويل ولهم شوكة ومنعة فالبغاة: جمع باغ، والباغي هو المجاوز للحد الخارج عنه. قال صاحب اللسان (14/78): وَمَعْنَى البَغْي قصدُ الْفَسَادِ. وَيُقَالُ: فُلانٌ يَبْغِي عَلَى النَّاسِ إِذَا ظَلَمَهُمْ وَطَلَبَ أَذاهم. والفِئَةُ البَاغِيَةُ: هِيَ الظَّالِمَةُ الْخَارِجَةُ عَنْ طَاعَةِ الإِمام الْعَادِلِ… وأَصلُ البَغْي مُجَاوَزَةُ الْحَدّ… وكلُّ مُجَاوَزَةٍ وَإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِي هُوَ حَدُّ الشَّيْءِ بَغْيٌ.
وعرَّف الحنابلة البغاة بأنهم: قوم من أهل الحق باينوا الإمام وراموا خلعه، أو مخالفته بتأويل سائغ بصواب أو خطأ ولهم منعة وشوكة، بحيث يحتاج في كفهم إلى جمع جيش.
    وحتى لا ينخدع عوام الناس أن ما يفعله الثُّوَّار من قطع الطرق وغيره في المظاهرات أنه جهاد، فعن معاذُ بنُ أنسٍ ط قال: ) غَزَوْتُ معَ نبيِّ اللهِ r غَزْوَةَ كذا وكذا، فَضَيَّقَ النّاسُ المنازِلَ، وقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فبَعَثَ نبيُّ اللهِ r مُنَادِيًا يُنَادِي في النّاسِ: أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلاً، أو قَطَعَ طَرِيقًا أو آذَى مُؤمِنًا؛ فَلاَ جِهَادَ لَهُ ( ] صحيح أبي داود (2364) وصحيح الجامع (6378)[.
    فسُبحان الله! قومٌ خرجُوا للجهادِ في سبيلِ اللهِ، معَ رسولِ الله r، قدَّمُوا أنفسهم وأَرْوَاحُهُم وأموالَهُم لله، ثمّ لمّا صَدَرَ منهم ما صَدَرَ، كانَ أَنْ ضَيَّقُوا على النّاس، آذَوْا النَّاس، أَبْطَلَ النّبيُّ r جِهَادَهُم، وقالَ ما قالَ. فأين الثُّوَّار من هؤلاء المجاهدين، وكيف نُقارن بين الذين يجاهدون ضد الكفار وبين جهاد المتظاهرين اليوم ضد حاكمهم المسلم، وكيف نحكم عليهم؟!.



/ أوجه الشبــــه بيــن الخــوارج والمتـــظـــاهـــرين البــــغاة /

    لا يخفى علينا أنه لا يوجد للخوارج والمتظاهرين البغاة سلف ممن يعتد به من أهل العلم من العلماء الراسخين وليس لهم سلف إلا الخوارج فهم يتوارثون مذهبهم حيناً بعد حين .
        وتأمل ما جاء في مسند الإمام أحمد في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أرسل رسول الله r إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله r فلما رأينا رسول الله r أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من أخر كلام كلمه أن ضرب منكبه وقال ( ياعثمان إن الله U عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني) ]وهذا حديث إسناده على شرط مسلم[.
ومطالب المتظاهرين اليوم هي مطالب الخوارج نفسها التي طلبوها من عثمان وهم الآن يطالبون بخلع ولي أمر المسلمين.
فالمتظاهرين البغاة قد شابهوا الخوارج في عدة أوجه :
1- الخوارج يطعنون في ولي أمر المسلمين، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك .
2- الخوارج يتأولون القرآن على ما يريدون، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك .
3- الخوارج اعتزلوا جماعة المسلمين وإمام المسلمين إلى حروراء، والمتظاهرون والمعتصمون اعتزلوا جماعة المسلمين وإمام المسلمين وجلسوا في الشوارع وقرب المقابر .
4- الخوارج لا يرون السمع والطاعة لولي أمر المسلمين، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك .
5- الخوارج يذمون السلف ويمدحون من ذمه السلف، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك .
6- الخوارج قومُ قرأوا القرآن ولم يفهموا السنة، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك وغالبهم لا يحفظ قرآنا ولا يهتم بسنه
7- الخوارج أوجبوا الصلاة والصيام على الحائض، والمعتصمون والمتظاهرون رخصوا الصلاة فوق القبور وفي قارعة الطريق.
8- الخوارج يحسنون القيل ويسيئون الفعل، والمتظاهرون والمعتصمون يحسنون نشر الكلام والشائعات ويتعاونون مع الإشتراكيين والحوثيين وغيرهم ويسيئون الفعل .
9- من الخوارج من يستعين بالكفار ضد المسلمين، والمتظاهرين والمعتصمين كذلك .
10- الخوارج يشغلون أوقات المسلمين بين حين وآخر، والمعتصمون والمتظاهرون كذلك .
11- الخوارج يردُّون بعض الأحاديث والمتظاهرون، والمعتصمون يردون الأحاديث الدالة على وجوب السمع والطاعة .
12- الخوارج لا يبالون بسفك الدماء، والمتظاهرون والمعتصمون لا يبالون بسفك الدماء ونهب الأموال وقطع الطريق .
13- الخوارج سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان، والمتظاهرون والمعتصمون كذلك .

^^^^^

/ حــكم قتـــال الـخـــوارج والبــغــــاة /
    إن من أصول أهل السنة والجماعة الصبر على جور الولاة مالم يَظهر مِنهم كُفر بَوَاح, وإن ظهر الكفر البواح لا يُخْرَج عليه حتى تكون هناك قدرة لِئَلا تُلْقَى الأنفس إلى التهلكة. والخروج على ولي الأمر يتسبب في سفك الدماء، وإحداث الفوضى، وزعزعة الأمن.
   فأباح الشرع للحاكم باتخاذ القرار المناسب حتى لا تعم الفوضى، ولابد وأن يكون الحاكم حازماً، وأن يكون كريماً، حتى تستقيم أمور الناس، فالحاكم لابد وأن تكون له مهابةً عند المحكومين، ولابد وأن تتوفر فيه القوة فيحتاج أحياناً إلى السيف لأهل الباطل المفسدين، والحكمة واللين لأهل الحق، ولهذا قال أبو بكر: القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه.
وقبل البدء  في حكم قتال الخوارج والبغاة في الإسلام نلقي لمحة على بعض المصطلحات الشرعية لنقف على معانيها .
- تعريف الحد: هو عقوبة مقدَّرة شرعت لصيانة الأنساب والأعراض والعقول والأموال وتأمين السبل.
- تعريف التعزير: هو تأديب دون الحد والتعزير حق من حقوق ولي الأمر، وهو تأديب شخص لأفعال أو أقوال محرمة ما لم يرد فيها حد (نص شرعي في معاقبته)، ويجتهد الحاكم في ذلك ويتحرى المصلحة المرجوة، وقد يكون بالضرب أو السجن أو دفع مال.

وهنا يأتي السؤال: هل يجوز ضرب المتظاهرين؟
    والجواب: استنبط العلماء الربانيون من بعض النصوص الشرعية جواز قتال المفارق للجماعة، لأن المصلحة العامة تُقَدَم على المصلحة الخاصة، وهي أدنى المفسدتين. قال سفيان بن عيينة: الفقيه من يعرف خير الخيرين وشرِ الشريّن. اهـ.
    ومن الأحاديث التي استدلوا بها كقوله r: ) لا يحل دم امرئ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثَّيِّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة (.
    قال النووي -رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم: قوله r: ) فَإذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتلهم أجراً ( هذا تصريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة ، وهو إجماع العلماء .
     قال القاضي عياض: أجمع العلماء على أن الخوارج وأشباههم من أهل البدع والبغي متى خرجوا على الإمام وخالفوا رأي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد إنذارهم ، والاعتذار إليهم. ولم يفرقوا بين الخوارج والبغاة في وجوب القتال.
    قال الله تعالى: ) وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ...( ]سورة الحجرات آية 19 .[ففي هذه الآية أمر الله U بقتال الفئة الباغية. ولكن لا يُجهز على جريحهم ولا يُتبع مُنهزمهم، ولا يقتل أسيرهم، ولا تُباح أموالهم ، وما لم يخرجوا عن الطاعة وينتصبوا للحرب لا يقاتلون، بل يوعظون ويستتابون من بدعتهم وباطلهم، وهذا كله ما لم يكفروا ببدعتهم، فإن كانت بدعة مما يكفرون به جرت عليهم أحكام المرتدين.
    فالظاهر أن الخوارج يدخلون في جملة البغاة وبينهما عموم وخصوص فكل خارجي باغ وليس كل باغ خارجي - لكن حكمهم واحد في وجوب قتالهم إذا خرجوا عن الجماعة وحملوا السلاح على المسلمين وأفسدوا في الأرض
    قال العلامة صالح الفوزان في "المنحة الربانية شرح الأربعين النووية" ص(١٥٤): ) المسلم يلزم جماعة المسلمين وإمامهم ولا يفارقهم، فإن فارقهم استحق القتل، حماية للأمن ولجماعة المسلمين (.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: ) ومن لم يندفع فساده في الأرض إلا بالقتل؛ قُتل، مثل المفرق لجماعة المسلمين، والداعي إلى البدع في الدين (. ]مجموع الفتاوى (١٠٨/٢٨)[.
وقد انتشرت فتوى للعلامة صالح الفوزان يجيز فيها قمع المتظاهرين من قبل ولي الأمر، وقد أشكل على بعض الناس كلام للعلامة ابن باز-رحمه الله-، وظنوا أنه يخالف العلامة صالحًا الفوزان، وهو: (( فالرجال الذين في أيديهم سياط كأذناب البقر هم من يتولى ضرب الناس بغير حق من شرط أو من غيرهم، سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة. فالدولة إنما تطاع في المعروف، قال r: (إنما الطاعة في المعروف )). ]انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (6/355)[.
والجواب على هذا:
    لا تعارض بتاتًا، فالعلامة ابن باز يتكلم عمن يضرب الناس (بغير حق)، أما التعزير حق من حقوق ولي الأمر. وهناك فتوى للعلامة ابن باز قال فيها: "من شق العصا وخالف ولي الأمر وخرج عن الطاعة يؤخذ على يدية بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين". وهذا القول مأخوذ من قول النبي r: ) مَن جَاءَكُم وَأمركم جَميع عَلى رَجُل واحِد يُريد أن يَشُق عَصاكم ويُفَرِق كَلمتكُم فاقتلوه (. وبهذا ينتهي الإشكال!
    وأخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري t قال: ) بينما نحن عند رسول الله r وهو يقسم قسمًا. أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل. فقال: « ويلك ومن يعدل إذا لمَ أعدل قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل » فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه، فقال: « دعه فإن لـه أصحاب يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثُمَّ ينظر إلى رصافة فما يوجد فيه شيء ثُمَّ ينظر إلى نضبه وهو قِدمه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضدية مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس (.
    قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله r، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتُمس فأُتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي r الذي نعته. اهـ.
عن عَلِيٌّ بن أبي طَالِب t قال: ) إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَلأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (  ] رواه البخاري[.
    وعن ابن أبي أوفى t قال: قال رسول الله r: ) الخوارج كلاب النار ( ]أخرجه ابن ماجة وغيره ( 173) ترقيم الألباني وصححه. وهو عند أحمد: ( 4/ 355)[.
    وعن أبي أمامة t قال: ) شر قتلى قُتِلوا تحت أديم السماء، وخير قتيل من قَتَلوا،كلاب أهل النار قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفارًا قلت: يا أمامة! هذا شيء تقوله؟ قال: بل سمعته من رسول الله r ( ]أخرجه ابن ماجة وغيره ( 176) ترقيم الألباني وحسنه[.
    وعن أنس t أن النبي r قال: ) سيكون في أمتي اختلاف وفُرقة وسيجيء قوم يعجبونكم وتعجبهم أنفسهم الذين يقتلونَهم أولى بالله منهم، يحسنون القتل ويسيئون الفعل، يدعُون إلى الله وليسوا من الله في شيء، فإذا لقيتموهم فأنيموهم. قالوا يا رسـول الله: أنعتهم لنا. قال: آيتهم الحلق والتسبيت ( يعني: استيصال التقصير. قال: والتسبيت استيصال الشعر. ]أخرجه الحاكم وغيره ( 2/ 147) وصححه على شرط الشيخين[ . وفي رواية:«هم شرار الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم أو قتلوه»

    وعن شريك بن شهاب قال:)  كنت أتمنى أن أرى رجلاً من أصحاب رسول الله r يحدثني عن الخوارج، قال: فلقيت أبا برزة t في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت: يا أبا برزة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله r يقول في الخوارج، قال: أحدثك ما سمعت أذناي ورأت عيناي: أتى رسول الله r بدنانير من أرض فكان يقسمها وعنده رجل مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله r فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئًا فأتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئًا فأتاه من خلفه فقال: والله يا محمد ما عدلت منذ اليوم في القسمة، فغضب النبي r فقال: لا تجدون بعدي أحدًا أعدل عليكم؛ لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم » قالها ثلاثاً ( ]أخرجه الحاكم (2/146)[.

    وعن عائشة ك  قالت: ) ذكر رسول الله r الخوارج فقال: « هم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي » (. ]أخرجه البزار فيما ذكره ابن حجر في الفتح ( 12/ 286) وقال سنده حسن[.
    وعن عبيدة السلماني عن علي t قال: ) ذكر الخوارج، فقال: لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونَهم على لسان محمد r، قال: قلت: أنت سمعته من محمد r، قال: إي ورب الكعبة أي ورب الكعبة إي ورب الكعبة ( ]أخرج مسلم وغيره ( 1066)[.
    وعن عاصم بن شمخ قال: ) سمعت أبا سعيد الخدري يقول: - ويداه هكذا يعني ترتعشان من الكِبَر- : " لقتال الخوارج أحب إليَّ من قتال عدتهم من أهل الشرك" ( ]أخرج ابن أبي شيبة ( 37938،37886)[.
    قال ابن حجر في الفتح (12/301): قال ابن هبيرة: وفي الحديث أن قتـال الخوارج أولى من قتال المشركين والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى. اهـ.
    قال رسول الله r: ) من حمل علينا السلاح فليس منا ( ]أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما (6480،6659،6660)،( 98، 100، 101): من حديث ابن عمر، وأبي موسى، وأبي هريرة –رضي الله عنهما.[
    قال ابن تيمية رحمه الله: ) وبذلك مضت سنة رسول الله r حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة، وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم والصلاة خلفهم مع ذنوبهم، وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عن لعنته وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحـابه مع عبادتهم وورعمهم أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ( ]الفتاوى (28/470)[.
    عن ابن الزبير قال: ) ( من رفع السلاح )، من شهر سيفه، ثُمَّ وضعه فدمه هدر ( ]أخرج عبدالرزاق، وابن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، والْمُجتبَى (18685)،(28924)،(3560 – 3562 )،(3819 –3820 ) ترقيم الألباني[.

^^^^^


/ أقوال العلماء في تعزير(معاقبة) الإمام لرعيته إن أساءوا له  /

 قال ابن قدامة الحنبلي: في المقنع(٩٨/٢٧): ) وإن أظهر قوم رأي الخوارج ولم يجتمعوا لحرب لم يتعرض لهم، فإن سبوا الإمام عزرهم. ونص السرخسي من الحنفية في المبسوط (١٢٥/١٠٠) على أن من لم يظهر منه خروج فليس للإمام أن يقتله ما لم يعزموا على الخروج، فحينئذ ينبغي له أن يأخذهم فيحبسهم قبل أن يتفاقم الأمر، لعزمهم على المعصية وتهييج الفتنة (.
قال ابن فرحون المالكي: في تبصرة الحكام (٢٢٧/١): ) ومن تكلم بكلمة لغير موجب في أمير من أمراء المسلمين لزمته العقوبة الشديدة ويسجن شهرًا. ومن خالف أميرًا وقد قرر دعوته لزمته العقوبة الشديدة بقدر اجتهاد الإمام (.

 وهناك شبهتين حول قمع المتظاهرين
    الشبهة الأولى: يقول أحد الناس: "إن السلف لم يظهروا نصوص السمع والطاعة ولا بقتال الخوارج في زمن الحجاج وغيره من الحكام الظلمة، فمن الخطأ أن تظهروا هذه النصوص الشرعية في زمن الحكام الظلمة!".
والرد على هذه الشبهة
    أولاً: عندما جاء الزبير بن عدي إلى الصحابي الجليل أنس بن مالك ط يسأله عن كيفية التعامل مع الحجاج، قال أنس: "اصبروا، إني سمعته من نبيكم" r ] رواه البخاري في صحيحه[. وأنس ط نشر الأحاديث عن النبي r في التعامل مع الولاة الظلمة في زمن الحجاج، وأنس صحابي جليل، والصحابة خير سلف للمسلمين بعد النبي r !
    ثانيًا: بعض أمراء هذا الزمن لم يفعلوا عُشر ما فعله الحجاج، وهم من أشد الناس حلمًا، فلما فسر بعض الناس هذا الحلم بالجبن وأصبحوا يهينون أمراءهم وجب بيان ما لهم وما عليهم! وطالما أن بعضهم يأخذ بفتاوى العلامتين ابن باز والفوزان وجب نشر أقوالهم.
    الشبهة الثانية: يقول احد الناس أن النبي rلم يقتل ذي الخويصرة ويأخذ ذلك دليلا على عدم وجوب قتل الخوارج.
الرَدُ عَلَى هَذه الشُّبْهَة:
    قال الحافظ رحمه الله في الترك: وإنما ترك النبي r قتل المذكور لأنه لم يكن أظهر ما يُستدل به على ما وراءه فلو قتل من ظاهره الصلاح عند الناس قبل استحكام أمر الإسلام ورسوخه في القلوب لنَفَّرهم عن الدخول في الإسلام وأما بعده r فلا يجوز ترك قتالهم إذ هم أظهروا رأيهم وتركوا الجماعة وخالفوا الأئمة مع القدرة على قتالهم.
^^^^^


0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More