الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

إجماع أهل العلم على حُرمِة الخروج على الحاكم المسلم

/ إجماع أهل العلم على حُرمِة الخروج على الحاكم المسلم /
    أجمع أهل العلم على تحريم الخروج على الحكام الظلمة والأئمة الفسقة بالثورات أو الانقلابات أو غير ذلك للأحاديث الناهية عن الخروج ولِما يترتب على ذلك من مخالفة منهج الأنبياء وظهور الفتن، ولقد نقل هذا الإجماع جَمْع من العلماء ..
نقله الإمام محمَّد بن إسماعيل البخاري-رحمه الله-
    قال: ] لقيتُ أكثر من ألف رجل من أهل العلم؛ أهل الحجاز ومكَّة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر، لقيتهم كرَّات قرنًا بعد قرن، ثمَّ قرنًا بعد قرن، أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ستٍّ وأربعين سنة فما رأيت واحدًا منهم يختلف في هذه الأشياء:... وأن لا ننازع الأمر أهله، لقول النبيِّ r: "ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم، فإنَّ دعوتهم تحيط من وراءهم" وأن لا يرى السيف في أمَّة محمَّد r (
 ] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي (1/ 172) [.

نقله أبو الحسن الأشعري-رحمه الله-
    قال: ] ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة وندين بإنكار الخروج بالسيف [. ]الإبانة عن أصول الدين" لأبي الحسن الأشعري (11:7) [.

نقله الإمام النووي - رحمه الله-
    قال } :وَأَمَّا الْخُرُوج عَلَيْهِمْ وَقِتَالهمْ فَحَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ كَانُوا فَسَقَة ظَالِمِينَ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الأَحَادِيث بِمَعْنَى مَا ذَكَرْته، وَأَجْمَعَ أَهْل السُّنَّة أَنَّهُ لا يَنْعَزِل السُّلْطَان بِالْفِسْقِ، وَأَمَّا الْوَجْه الْمَذْكُور فِي كُتُب الْفِقْه لِبَعْضِ أَصْحَابنَا أَنَّهُ يَنْعَزِل، وَحُكِيَ عَنْ الْمُعْتَزِلَة أَيْضًا فَغَلَط مِنْ قَائِله، مُخَالِف لِلْإِجْمَاعِ{  ] شرح صحيح مسلم ( 12/ 229 ) في كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله، وتحريمها في المعصية[.
قال أيضاً رحمه الله: ) وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث على ما ذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ( ]شرح النووي 12/229.[
نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله-
    قال: عن ابن بطال قال:
] وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء .. ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح { ] فتح الباري ( 13/ 7 )[.

نقله الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله-
    قال: ] هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السُنة بعروقها المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدُن أصحاب النبي r إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها؛ فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن جماعة السنة وسبيل الحق... والجهاد ماض قائم مع الأئمة بروا او فجروا لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ،والجمعة والعيدان والحج مع السلطان وإن لم يكونوا بررة عدولًا أتقياء  [. ]طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى برواية أبي العباس الإصطراخي (1/24)[.
نقله ابن تيمية-رحمه الله-
    قال: ] ولهذا كان المشـهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخـروج على الأئمة وقتالهم بالسيف، وإن كان فيهم ظلم كما دلت على ذلك الأحـاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي r [ .] منهاج السنة النبوية" (3/391) [.
    وقال أيضاً: ] مذهب أهل الحـديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة، والصبر على ظلمهم على أن يستريح بر أو يُستراح من فاجر [.]  مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/444) [.

نقله ابن بطال -رحمه الله-
    قال عند شرح حديث (السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) قال: ] احتج بهذا الحديث الخوارج و رأوا الخروج على أئمة الجور والقيام عليهم عند ظـهور جورهم، والذي عليه جمهور الأمة أنه لا يجب القيام عليهم ولا خلعهم إلا بكفرهم بعد الإيمان، وتركهم إقامة الصلوات، وأما دون ذلك من الجور فلا يجوز الخروج عليهم إذا استوطأ أمرهم وأمر الناس معهم ؛لأن في ترك الخروج عليهم تحصين الفروج والأموال وحقن الدماء وفي القيام عليهم تفريق الكلمة وتشتيت الألفة (. ]شرح ابن بطال على صحيح البخاري (9/168) [.
    وقال أيضاً:  ]وفي هذه الأحاديث حجة في ترك الخروج على أئمة الجور ، ولزوم السمع والطاعة لهم والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلب طاعته لازمة؛ ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء [ ] شرح ابن بطال على صحيح البخاري (19/7) [.

نقله أبو بكر الإسماعيلي - رحمه الله-
    قال: ] اعلموا أن مذاهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة ..... ويرون جهاد الكفار معهم وإن كانوا جورة ، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والعطف إلى العدل ، ولا يروون الخروج بالسيف عليهم [ ] اعتقاد أهل السنة للاسماعيلي (55) [.

نقله ابن بطة العكبري - رحمه الله
    قال رحمه الله:  ]ونحن الآن ذاكرون، شرح السنة ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد، ودان الله به سُمّي بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئًا منه، دخل في جملة من عِبناه، وذكرناه وحذرنا منه، من أهل البـدع والزيغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام مذ بعث الله نبيه r إلى وقتنا هذا.[  ] الشرح والإبانة ( ص75 ) [.
    وقال أيضاً:
] ثم بعد ذلك الكـف والقعود في الفتـنة، ولا تخـرج بالسيـف على الأئـمة وإن ظلـوا [. ]الشرح والإبانة (ص276-277) [.
نقله الإمام أبو جعفر الطحاوي- رحمه الله-
    قال: ] هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: ( أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسين الشيباني رضـوان الله عليهم أجمعين )، وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين، ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جـاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ،ما لم يأمروا بمعصية؛ وندعو لهم بالصلاح والمعافاة( . ]شرح العقيدة الطحاوية" (ص: 368 ) [.

نقله أبو عثمان الصابوني- رحمه الله-
    قال رحمه الله: ] ويرى أصحاب الحديث الجمـعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام برًا كان أو فاجـرًا، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية، ولا يرون الخروج بالسـيف، وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف، والطـاعة لأولي الأمر فيما كان عند الله مرضيًا، واجتناب ما كان عند الله مسخطًا، وترك الخـروج عند تعديهم وجورهم، والتوبة إلى الله كيما يعطف عليهم بهم على رعيتهم(  ]عقيدة السلف أصحاب الحديث" للصابوني (68)[.


نقله حرب بن إسماعيل الكرماني - رحمه الله- 
    قال في مسائله المشهورة:  )هذه مذاهب اهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة بعروقها المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي r إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها؛ فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن جماعة السنة وسبيل الحق ...... قال: وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصـور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم وكان من قولهم  ....والانقياد لمن ولاه الله عز وجل أمركم لا تنزع يدًا من طاعته ولا تخرج عليه بسيف حتى يجعل الله لكل فرجًا ومخرجًا، ولا تخرج على السلطـان، وتسمع وتطيع ، ولا تنكث بيعته ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للسنة والجماعة، وإن أمرك السلطان بأمر فيه لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة، وليس لك أن تخرج عليه ولا تمنعه حقه (. ]حادي الأرواح لابن قيم- 1/289 [.

نقله أبو زُرعة، وأبو حاتم الرازيان، وابن أبي حاتم - رحمهم الله
    عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركـا عليه العلماء في الأمصار، وما يعتقدان من ذلك، فقالا: ] أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا وشامًا ويمنًا؛ فكان من مذهبهم ... ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان .. ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدًا من طاعة (  ]شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (1/176)[.

نقله المزني صاحب الشافعي - رحمهما الله-
    قال: ] ترك الخروج عند تعدّيهم وجورهم، والتوبة إلى الله U كيما يعطف بهم على رعيتهم[ . ]شرح السنة للإمام المزني، (ص:86-87).[ ثم ذكر إجماع الأئمة على هذا،في (ص88) فقال: ] هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى، وجانبوا التكلف فيما كفوا، فَسُدِّدوا بعون الله وَوُفِّقوا، ولم يرغبوا عن الإتباع فيقصروا، ولم يتجاوزوه تزّيداً فيعتدوا، فنحن بالله واثقون، وعليه متوكلون، وإليـه في إتباع آثارهم راغبون ( ]شرح السنة-ص85)[.


نقله الطيبـي - رحمه الله-
    قال: ] وأما الخروج عليهم وتنازعهم فمحرم بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين، وأجمع أهل السنة على أن السلطان لا ينعزل بالفسق؛ لتهيج الفتن في عزله، وإراقة الدماء، وتفرق ذات البين؛ فتكون المفسدة في عزلة أكثر منها في بقائه [. ]الكاشف عن حقائق السنن (7/181-182) [.--------------------------------------
نقله ابن المنذر -رحمه الله-
    قال:]  كل من يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره وترك القيام عليه[  ]سبل السلام-3/262[.
نقله القرطبي -رحمه الله-
    قال:]  والذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه لأن في منازعاته والخروج عليه استبدال الأمن بالخـوف ، وإراقة الدماء وانطلاق أيدي السفهاء ، وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض  [  ]تفسير القرطبي[.

نقله ابن المنذر -رحمه الله-
    ) كل من يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره وترك القيام عليه (  ]سبل الاسلام 262/3 [.

نقله شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى –
    قال: ) الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على أمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلاَّ بالإمام الأعظم (. ]الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (7/ 239).[



^^^^^

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More