الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أقوال أئمة المذاهب في حكم الخروج على الحاكم المسلم


/ أقوال أئمة المذاهب في حكم الخروج على الحاكم المسلم /














الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
قال الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١هـ) في رسالته "أصول السنة": ) ومن خـرج على إمام من أئمة المسلـمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأيِّ وجه كان بالرضا أو بالغلبة؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله r فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية (. اهـ.
    وقال أيضاً:
) والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجـر، ومن ولي الخلافة، واجتمع الناس عليه ورضوا به، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين ( .

    وقال ابن قُدامة الحنبلي (ت٦٢١هـ): ) وجُملة الأمر أن من اتفق المسلمون عَلَى إمامته، وبيعته، ثبتت إمامته ووجبت معونته لِمَا ذكرنا من الحديث والإجماع، وفي معناه من ثبتت إمامته بعهد النَّبِي r أو بعده إمام قبله إليه فإن أبا بكر ثبتت إمامته بإجماع الصحابة عَلَى بيعته، وعمر ثبتت إمامته بعهد أبي بكر إليه، وأجمعَ الصحابة عَلَى قبوله، ولو خرج رجل عَلَى الإمام فقهره وغلب الناس بسيفه حتَّى أقروا له وأذعنوا بطاعته وتابعوه صار إمامًا يَحرم قتاله والخروج عليه، فإن عبد الملك بن مروان خرج عَلَى ابن الزبير، فقتله واستولى عَلَى البلاد وأهلها حتَّى بايعوه طوعًا وكرهًا، فصار إمامًا يَحرم الخروج عليه، وذلك لِمَا فِي الخروج عليه من شق عصا المسلمين وإراقة دمائهم وذهاب أموالِهم (  ]المغني (9/5)[.

الإمام الشافعي- رحمه الله- :
    روي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال سمعت الشافعي يقول: ) كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه فهو خليفة (  ]رواه البيهقي في مناقب الشافعي (٤٤٩/١)[.
وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي
)المتغلب يصير كالحاكم لدفع المفاسد المتولدة بالفتن لمخالفته( ]تحفة المحتاج في شرح المنهاج[

الإمام مالك- رحمه الله- :
    قال ابن القاسم -رحمه الله- ] سمعت مالكاً يقول: إن أقواماً ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم، فخرجوا على أمة محمد r بأسيافهم، ولو اتبعوا العلم لحجزهم عن ذلك[.]مفتاح دار السعادة (119/١)[
    قال الدردير المالكي: ] اعلم أن الإمامة العظمى تثبت بأحد أمور ثلاثة؛ إما بإيصاء الخليفة الأول لمتأهل لها، وإما بالتغلب على الناس؛ لأن من اشتدت وطأته بالتغلب وجبت طاعته ولا يراعى في هذا شروط الإمامة؛ إذ المدار على درء المفاسد وارتكاب أخف الضررين [. ] شرح الكبير (٢٩٨/٤) [.
وهذا كلام يحيى بن يحيى المالكي تلميذ مالك وراوي الموطأ في "الاعتصام" للشاطبي: أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة ؟ قال: لا . قيل له: فإن كانوا أئمة جور. فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه r، قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة.
    وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي (ت٣٨٦هـ) ويُلقب بـ"مالك الصغير"، قال في رسالته المعروفة "مقدمة ابن أبي زيد القيرواني": ) فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ... - ثم قال: والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي من أمر المسلمين عن رضا أو عن غلبة، فاشتدت وطأته من بر أو فاجر، فلا يخرج عليه جار أم عدل ... - ثم قال -: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث على ما بيَّـنَّاه، وكله قول الإمام مالك، فمنه منصوص من قوله ومن معلوم من مذهبه. اهـ.

أبو حنيفة -رحمه الله-  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي بمصر- رَحِمَهُ اللَّهُ-: ) هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني- رضوان الله عليهم أجمعين وما يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَيَدِينُونَ بِهِ رَبَّ العالمين. فقال في العقيدة الطحاوية: وَلا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلاةِ أُمُورِنَا وَإِنْ جَارُوا، وَلا نَدْعُو عَلَيْهِمْ،وَلا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ، وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ - عز وجل - فَرِيضَةً، مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلاحِ وَالْمُعَافَاةِ ( .

    وقال الحصكفي الحنفي (ت١٠٨٨هـ) في "الدر المختار": وتصح سلطنة متغلب للضرورة. اهـ.

    وقال ابن عابدين الحنفي (ت١٢٥٢هـ) في حاشيته (٤٥٠/٤): الإمام يصير إماما بالمبايعة أو بالاستخلاف ممن قبـله. قوله: (يصير إماما بالمبايعة) وكذا باستخلاف إمام قبله، وكذا بالتغلب والقهر كما في شرح المقاصد. اهـ.

    ملحوظة: وبعد أن ذكرت أقوال أصحاب المذاهب الأربعة فمن الممكن أن نجد قولاً مخالفاً لقولهم ممن ينتسب إليهم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( الأئمة قد انتسب إليهم في الفروع طوائف من أهل البدع والأهواء المخالفين لهم في الأصول مع براءة الأئمة من أولائك الأتباع، وهذا مشهور ). ]الدليل على بطلان التحليل[.
^^^^^



0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More