الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

الرد على شبهة خروج الحسين بن على رضي الله عنهما

الرد على شبهة خروج الحسين بن على رضي الله عنهما

الشبهة: يستدلون لخروجهم بخروج الحسين بن علي على اليزيد بن معاوية
الرَدُ عَلَى هَذه الشُّبْهَة:
    هناك مسألة مهمة جدًا، وهي: هل الحسين خرجَ لأنه يرى الخروج على الحاكم الظالم؟ وهذه المسألة لم يرها الحسين  ولا سعيد ابن جبير، وهذا ملحظ في غاية الأهمية؛ لأن الحسين لما خرج، لم يخرج لأنه يُجَوِّز الخروج على الحاكم الظالم!!، ولم يكن الحسين أن يفعلَ هذا، وإنما خرج لأنه لا يرى ولاية يزيد أصلاً.. ، وأهل الكوفة قالوا: تعال نبايعك، فهذه الكُتب التِّي توالت على الحسين تُبيِّن أنهم ما كان لهم أمير، وهذا هو الذِّي كان يعتقده أن القوم هناك لا أمير لهم، وأنهم لم يقبلوا بيزيد، فذهب على هذا الأساس، والتاريخ يُثبت أن الحسين ط لم يجيش جيشاً ليخرج به على الخليفة، بل خرج بأولاده وأهله إلى العراق بناء على مراسلات تطلبه ليأتي إلى العراق من عموم الناس ووجهائهم، وان كبار الصحابة، والتابعين خالفوه هو وابن الزبير، وكبار التابعين خالفوا و أنكروا على ابن الأشعث أيضًا.  
      والذين أنكروا على الحسين من الصحابة هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله عمرو بن العاص، وجابر بن عبد الله، وأبو واقد الليثي، ومحمد بن الحنفية، وأبو سعيد الخضري، وأكثر من عددهم من التابعين ...
    وقال العلامة ابن الأثير – رحمه الله –: ) فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة, فتجهز للمسير, فنهاه جماعة, منهم : أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم ( ]أسد الغابة 2/28[.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: ) وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ؛ كما كان عبد الله بن عمر, وسعيد بن المسيب, وعلي بن الحسين, وغيرهم: ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد ( ]المنهاج4/529[
    فالحُسين وعبد الله بن الزُبير ن  تأوَّلوا واجتهدوا، غير مُتعمِّدين المعصية، وليس تأويلهم تأويل الخوارج الجُهَّال الذِّين خرجوا على الصحابة خيار النَّاس، بل اِجتهدوا وظنُّوا أن الحق معهم، فهم بين رجلين كما في الحديث، عن عمر بن العاص أنه سمع النبِّي r يقول ) إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر(  (متفقٌ عليه).     
    وهناك قاعدة تقول: المجتهد المخطئ لا يُتابع على خطئه، فالقاعـدة عندنا سهلة وبسيطة في هذا: إذا أفتى أو عمل بعض الصحابة بشيءٍ خالف النص... فَبِقَـول مَن نأخذ؟ بقول الصحابي وفعله؟!، أم نأخذ بقول النبي r ؟! طبعاً قولُ النبي r، ولهذا ما زالت عائشة تُنكِر على الصحابة، وما زال يُنكَر عليها، وابن عباس، وابن عمر، وكذا، أنكرَ على الحسين، وإجماع أهل السُنة على الإنكار على من خرج على ولاة الأمر، برًا كان أو فاجر.
    وأن الحسين ط ما قاتل يزيد وما خرج لقتاله أصـلاً، بل خرج إلى العـراق لمن بايعه وكاتبوه ، ويزيد في الشام ، وفي الطريق تراجع الحسين وخيَّرهم في ثلاث، قال: إما تتركوني أرجع، وإما تذهبوا بي إلى يزيد، وإما تتركوني أذهب إلى ثغر من الثغور، فأبوْا إلا أن يُقاتلوه وهو مُكره وعلى قِلَّة من أهل بيته.
    فإن الذي حدث في زمن الحسين مع اليزيد، هو فتنة هذه كلّها لا تَصْلُح للاستدلال، ولا يصِح بها الاِستدلال على الأحاديث الصحيحة وكلام النبِّي r، إذ أنه لو كان هناك كلامٌ للصحابـة موقوف عليهم وجاءنا حديث للنبي r مرفوع ثابت؛ فإنه يُقدَّم كلام النبِّي r ..
    ولقد أمرنا الله U في حال الاِختلاف أن نرُد الأمر لكتابهِ وسُنَّة رسولهِ r فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُـولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا [النساء: 59[
    فمهما اختلفنا فنرد الاختلاف للكتاب والسُنَّة، ونقول: ماذا قال الكتاب والسُنَّـة؟ فقد جاءت السُنَّـة بعشرات  من الأحاديث التي تتكلَّم عن حرمة الخروج على الحاكم المسلم وإن ظلم وإن جار وإن عصى وإن أكل مالك وضرب ظهرك، اِسمع وأطع، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فلننظر في مواطنها
.
     فهذه الفتنة، وهي من التشابه من القول، فالأخذ بالمحكم أوْلى وأوجب في زمن الفتنة وغيره، فالأمـر بعدم الخروج على الحاكم المسلم هو الأصل الذِّي جاءت به النصوص الشرعيَّة المحكمة، وهو قول أهل العلم والاِستقامـة، وأمَّا الخروج على الحاكم فهو من الاِجتهاد الفردي وهو من المتشابه، والمتشابه من القول لا يتبعه إلا الزيغ والفساد والأهواء، قال الله تعـالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا [آل عمران: 7[.
    وعن عائشة  م قالت: ) تلا رسول الله r الآية: ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ). قالت: قال رسول الله r: فإذا رأيتِ الذِّين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئِك الذِّين سمَّى الله فاحذروهم (. (متفق عليه).
    فمن ترك النصوص الثابتة المحكمة الواردة في النهي عن الخروج على الحاكم المسلم مهما كان ظلمه وفسقه ومعصيته وتمسَّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف معهم مهما كانت مخالفته مع مخالفة جماهير الأمَّة له، فإن المتمسِّك بالمتشابه من القول أو بفعل آحاد السَّلف مع مخالفة جماهير الأمَّة له فإنه ممن سمَّاهم الله تعالى وبيَّن حالهم النبِّي r في الحديث الآنف الذكر، وحذَّرنا منهم ومن طريقتهم، وهم الذِّين في قلوبهم ميلٌ عن الحق واِنحراف عنه.
    ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ) فإن الحسين طلم يُفرق الجماعة، ولم يُقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة (. (منهاج السنة 4 / 353)
فتبين من هذا أمران:
أحدهما مخالفة ابن عباس وابن عُمر وكثير من الصحابة والتابعين للحسين ن أجمعين وإنكارهم عليه.
والثاني: رجوع الحسين ط آخر الأمر .
    وقال عبد الله بن عمر له ولابن الزبير  ن -: أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين  وكان يقول: غلبَنَا الحسين بن علي ل بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة, فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي له أن يتحرّك ما عاش, وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير.  ] تاريخ الخلفاء – السيوطي[.
قال عبد الله بن عبّاس ل: استشارني الحسين بن علي ل في الخروج فقلت: لولا أن يزري بي الناس وبك, لنشبت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب .(البداية والنهاية)
*وقال له أبو سعيد الخدري:  }إتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك {.البداية والنهاية ، لابن كثير (8 /161)[.
*وقال أبو واقد الليثي: } بلغني خروج الحسين بن علي ب فأدركته بملل، فناشدته بالله ألاّ يخرج، فإنه يخرج في غير وجه خروج، إنما خرج يقتل نفسه، فقال: لا أرجع {.
*وقال جابر بن عبد الله:
     
} كَلَّمْتَ حُسيناً فقلت: ( اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فوالله ما حمدتم ما صنعتم؛ فعصاني {
قال ابن الأثير: عن خروج الحسين: فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة؛ فتجهز للمسير؛ فنهاه جماعة؛ منهم: أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم { (أسد الغابة -28/2)
    روى البخاري في صحيحه، يرويه إلى نافع قال: ) لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إني سمعتُ رسول الله r يقول: (يُنصبُ لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامـة)، وإنَّا قد بايعنا هذا الرَّجل "يعني يزيد بن معاوية" على بيع الله ورسوله، وإنِّي لا أعلم غدرًا أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصبُ له القتال، وإنِّي لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه (.
والخلاصة..
1-     أنه لا يجوز الاحتجاج بفعل الحسين ط وهناك عشرات الأحاديث التي تدل على حرمة الخروج على الحاكم .
2-     أن الحسين ط لما خرج أنكر عليه كثير من الصحابة وكثير من التابعين .
3-     أن الحسين ط لم يخرج لأن الخروج على الحاكم يجوز.. لا بل خرج لأنه كان لا يرى ليزيد بيعة، فاجتهد وأخطأ .
4-     أن الحسين ط تراجع في آخر الأمر وهذا دليل على أنه لم يخرج لجواز الخروج على الحاكم .
5-     أن الحسين ط ما قاتل يزيد وما خرج لقتاله أصلاً، بل خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه، ويزيد كان في الشام .
6-     أن الحسين ط لما حارب .. حارب مُكْرَهاً ولم يحارب لأنه يرى الخروج ويرى قتل الجيش والشرطة! .
7-     إجماع أهل العلم من لدن الصحابة إلى يومنا هذا على حرمة الخروج يكفي للرد على من استدل بخروج الحسين ط.
8-     خروج الحسين ط فتنة، ولا يصح الاستدلال بالفتنة بل هي حجة عليهم.

 الشُّبْهَة: يستدلون لخروجهم بخروج عبد الله بن الزبير بن العوام
الرَدُ عَلَى هَذه الشُّبْهَة:
    كان ابن الزبير ط رافضاً و متصلباً في رأيه بشأن بيعة يزيد بن معاوية أيام أبيه معاوية ط. وبعد وفاة معاوية، خرج ابن الزبير و الحسين بن علي من المدينة وتوجها إلى مكة، و قد حاول الوليد بن عتبة (والي المدينة) إرجاع ابن الزبير والحسين بن علي إلى المدينة، فبعث في أثرهما ركباً، لكنهم فشلو في مهمتهم و لم يعثرو عليهم  ]البلاذري أنساب الأشراف (4/300)[ .
    وفي الطريق إلى مكة قابل ابن الزبير والحسين ابن عمر وعبد الله بن عياش بالأبواء، و هما قادمان من العمرة فقال لهما ابن عمر: «أذكِّرَكما الله إلا رجعتما، فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس، و تنظران فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا، و إن تفرقو كان الذي تريدان» ]ابن سعد في الطبقة الخامسة (ص 370) والطبري (5/343)[.
   وقد كان ابن عمر ط يحرص أشد الحرص على اجتماع المسلمين، ويخشى من التفرق والتحزب. وكان يدرك ما سيؤول إليه الموقف فيما بعد. ومن المؤكد أن ابن الزبير والحسين عندما خرجا إلى مكة قد أخذا في اعتبارهما قداسة الحرم وبيت الله و إجلال المسلمين له، مما يهيئ لهما جواً من الأمن والطمأنينة، فلا يتمكن يزيد من إكراههم على بيعته، ولكي يؤكد ابن الزبير على خاصية الحرم وعلى التجائه لبيت الله، فقد لقب نفسه بالعائذ. ]البلاذري (4/301) والبداية والنهاية (9/151)[.
    فلم يخرج عبد الله بن الزبير على وليِّ الأمر لأنه لم يكن آنذاك للمسلمين إماماً عاماً، وكان الأمر متردداً بعد وفاة يزيد، وابن الزبير بايعه أهل مكة وخضعت له الحجاز، بل لما كانت الإمارة والإمامة في معاوية وقد بايع له سامعاً مختاراً مطيعاً ط ثم لما جاءت ولاية العهد إلى ابنه يزيد أقر بذلك وكان سامعاً مطيعاً مختاراً ط فلما توفى يزيد لم يعهد بالإمامة إلى أحد من بعده ويزيد ليس له من الولد إلا ولد ابنٌ واحد معاوية بن يزيد بن معاوية وقد توفى صغيرا في حياة أبيه يزيد ولم يعهد بولاية العهد إلى أحد فلما توفى يزيد لم يكن هناك خليفة للمسلمين فاجتماع أهل الحجاز على عبد الله بن الزبير ب وبايعوه، وكذلك بايعوه أهل اليمن وأهل مصر والعراق بل وبلاد الشام كلها إلا دمشق بل ويقال كما ذكرت كتب التاريخ أن بقية بني أمية وهو مروان بن عبد الملك أراد أن يبايعه فجاءه في الطريق من صرفه وقال له أتبايعه والملك كان في أباك وأجدادك فحصل ما حصل.
    عن أبي نوفل قال: } رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة، فجعلت قريش تمر عليه والناس؛ حتى مر عليه عبد الله بن عمر؛ فوقف عليه؛ فقال: ( السلام عليك أبا خُبَيب! السلام عليك أبا خُبَيب! السلام عليك أبا خُبَيب! أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا! أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا! أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا { .(رواه مسلم).
    فمن المعلوم أن ابن الزبير والحسين قد خالفهم كثير من الصحابةُ في ذلك ن أجمعين, كما أنكر بعضُ كبار التابعين -رحمهم الله- في الدخولَ مع ابن الأشعث .
    قال الإمام البخاري: } لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : إني سمعت النبي r يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة), وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله, وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال , وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه . ( ( رواه البخاري - 7111 ).
    وقال الإمام البخاري أيضاً: عن نافع قال: ) أن ابن عمر أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير، فقالا: إن الناس صنعوا ما ترى، وأنت ابن عمر، وصاحب رسول الله r فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم علي دم أخي المسلم. قالا: ألم يقل الله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فقال ابن عمر: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله ( (رواه البخاري) . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More