الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

صفات الخـــوارج


/ صفات الخـــوارج /
    للخوارج صفات ذكرها رسول الله r، وهناك بعض الصفات عُرِفَتْ عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء، ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها. قال شيخ الإسلام: ) وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف ( ]مجموع الفتاوى (13/49) [.
    فمن صفات الخوارج زرع العداوة والبغضاء في قلوب الرعية على السلطان، وتحريش العامة على ولاة الأمر، وذلك عندهم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والغيرة على الدين، وإظهار الحق، وعدم السكوت عن المنكر والضلال، بزعمهم، ثُمَّ نِهايتهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان. ]كتاب: شر قتلى تحت أديم السماء.. لجمال بن فريحان الحارثي[.
    قال r في وصف عبادتِهم: ) يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم( ]البخاري: ( 3414)[. وسُئِلَ r عن سيماهم فقيل: ) ما سيماهم. قـال: التحليق أو قال: التسبيد ( ]البخاري: (7123 )[. التسبيد: ترك الأدهان. والتحليق: قيل الحلق واستئصال الشعر. وقد يكون الأمران جميعًا. ]لسان العرب ( 3/202)[.
    قال عنهم النبي r في وصف أسنانِهم: ) يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يَمرقون من الإسلام كما يَمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيْمانُهم حناجرهم.. (.] البخاري4770،3415 [.
    أخرج الفسوي: ) من قول ابن عباس عندما ذهب إلى الخوارج لمناظرتهم قال : "دخلت على قومٍ لَم أر قومًا قط أشد منهم اجتهادًا، جباههم قُرحت من السجود، وأيديهم كأنَّها ثَفِن الإبل، وعليهم قمص مرحضة، مشهرين، مسهمة وجوههم من السهر ( ] في تاريخه: (1/522)[ .
    فعن علي بن أبي طالب ط قال: سمعت رسول الله r يقول:  )سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ( ] رواه البخاري ومسلم[.
    يقول علي بن أبي طالب ط في وصف الخوارج:)  ليسوا بقرَّاء للقرآن، ولا فقهاء في الدين، و لا علماء في التأويل، ولا لهذا الأمر بأهل سابقة في الإسلام، والله لو وُلُُّوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل( . ]تاريخ الطبري(3/ 117)[.

/ من أين يأتــون النـــاس /
    فإنَّهم يأتون من باب الأمـر بالمعروف والنهي عن المنكر، يزعمون أنهم محترقون لهذا الدين، وأنَّهم حماة لـه ويريدون صيانته والذب عنه، وسيأتي معنا -إن شاء الله- نماذج حقيقية منهم يتضح الأمر بها.

فإذا تظاهروا بأنَّهم أمروا بالمعروف ونَهوا عن المنكر ورأى ذلك الناس منهم فماذا عسى أن يكون ردود الفعل من جمهور الأمة؟ في الظاهر أنهم سيقرونَهم ويتفاعلون معهم ويؤيدونَهم بل وسيقفون إلى جوارهم لمساعدتِهم ومساندتِهم، لأن الظاهر هو نصرة الدين والفطرة السليمة تدعو إلى ذلك. فإذا ما كان الأمر كذلك؛ فإن كل مسلم غيور سيقف مع كل من يتبنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفاظًا على هذا الدين الحنيف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More