الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

مقدمة : طــرح شُبهــات من أجــاز الخــروج على الحــاكم المســلم، والــرد عليــها


/ طــرح شُبهــات من أجــاز الخــروج على الحــاكم المســلم، والــرد عليــها /


    لما أراد الله حفظ دينه قيَّد له جبال شوامخ وعلماء كبار، فهم ورثة الأنبياء، والأَنْبِيَـاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًـا،  بل يوَّرِثونَ العلم، ليظهروا به الحق ويردُّون به الباطل، وينقّون العقيدة من الشوائب، ويردُّون على أصحاب الشبهات. 

قال الآجري في كتابه "أخلاق العلماء": فَهُم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يُهتدىٰٰ
بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا . -----------------------------
    ومثال ذلك: ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى بن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت القرآن مخلوق. فقيل: ومن يزيد حتى يُتقى؟ فقال: ويحك إني لأرتضيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته، فيرد عليَّ، فيختلف الناس، وتكون فتنة
.
    ومما لا شك فيه أننا نعيش في هذه الأيام نازلة من أكبر النوازل المهلكة، ألا وهي المظاهرات والاعتصامات، ونشاهد كثرة الجدال وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، ونجد أن مَنْ يتصدر للإفتاء هم ممن لم يُحْسِنون وضع الدليل الشرعي في مكانه، وهذا كله أدى إلى انحراف كثير من الناس، وأصبح لديهم كثير من الشبهات.

الشُّبْهَة في اللغة/ هي: الالتباس والاختلاط، وشُبِّهَ عليه الأَمْرُ تَشْبيهًا: لُبِّسَ عليه، وجمعها شُبَه وشُبُهات ] تهذيب اللغة 6/ 59[.
وفي الاصطلاح: التباس الحق بالباطل واختلاطه حتى لا يتبيَّن ] معجم لغة الفقهاء ص (257) [.
وقد عرفها ابن القيم فقال: "الشُّبْهَة: وَارِد يرد على الْقلب يحول بَينه وَبَين انكشاف الحق"
] مفتاح دار السعادة 1/ 140[.

والشُّبُهَات أحد نوعي الفتن التي ترد على القلوب؛ لأن القلب ترد عليه فتنتان: فتنة الشُّبْهَة، وفتنة الشهوة، وفتنة الشُّبْهَة أخطر؛ لأنها إذا تمكنت في القلب قلَّ أن ينجو منها أحد؛ وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: "الْقلب يتوارده، لهذا يجب على كل مسلم أن يصون دينه عن الشُّبُهَات، فلا يستمع إليها، ولا يجلس في المجالس التي تورد فيها، لأننا مأمورون باجتناب مواطن الفتن، خصوصًا فتن الشُّبُهَات؛ لأن الشبه خطافة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More